الإشراف التربوي عملية واعية مستمرة بناءة ومخططة، تهدف إلى مساعدة وتشجيع الفرد لكي يعرف نفسه ويفهم ذاته وينمّي إمكاناته بذكاء ، ولقد كان الإشراف التربوي فيما مضى موجودا ويُمارس دون أن يأخذ هذا الاسم أو الإطار العلمي ودون أن يشمله برنامج منظّم، ولكنه تطوّر وأصبح الآن له أسسه ونظرياته وطرقه ومجالاته وبرامجه ومهاراته، وأصبح يقوم به أخصائيون متخصصون علميا وفنيا وأصبحت الحاجة ماسة إلى الإشراف التربوي في مدارسنا وفي أسرنا وفي مؤسساتنا التعليمية وفي مجتمعنا بصفة عامة.
إن مؤسساتنا التربوية تحتاج إلى الإشراف التربوي، وكل معلم خلال مراحل تعليمه المتتالية يمر بمشكلات عادية وفترات حرجة يحتاج فيها إلى تقييم مستمر كي يرتقي الأداء باستمرار. ولقد حدث تقدّم علمي وتكنولوجي كبير، وحدث تطوّر في التعليم ومناهجه، وحدثت زيادة في أعداد التلاميذ في المدارس. وحدثت تغيرات في العمل والمهنة. ونحن الآن نعيش في عصر يطلق عليه عصر المستجدات. هذا كله يؤكد أن الحاجة ماسة إلى إشراف تربوي فعال مبني على أحدث النظريات من جهة, وعلى خبرات عملية وورشات عمل تطبيقية لأبرز مهارات الإشراف التربوي من جهة أخرى.
و اليوم نشهد اختلافاً كبيراً لمفهوم الإشراف التربوي
وتطور تطورا كبيرا فقد أصبح النظر إليه والحكم عليها بالنجاح أو الفشل يعود
إلى حسن المشرف أو سوئه.بل نستطيع القول إن وراء كل تعليم ناجح مشرف ناجح .
إن المشرف التربوي المبدع الذي تتطلبه العملية التعليمية
ونرغب تواجده في مدارسنا هوذلك المشرف الذي يكون قائدا تشاركيا يحيط نفسه
بمعلمين يعملون معه ولا يعملون لديه،يقرأ شخصية المعلمين والعاملين معه،
ويشركهم في رسم الخطة المدرسية وتنفيذها، ويشجع المعلمين المبدعين الذين
لديهم الرغبة في التعلم والتطوير والنمو المهني المستمر،ويخطط لإعدادهم
كفريق عمل فعال مؤهل بالتدريب والإعداد الجيد والتفويض . وعلى ذلك تراه
يشجع العاملين معه على تقديم أفكار جديدة تحمل بين طياتها الإبداع
والابتكارالخلاق، بحيث يطلب من كل معلم تقديم أفكار مبتكرة لمشكلة معينة أو
وضع تصور معين لتحقيق هدف محدد في أحد مجالات وجوانب العمل التربوي
المدرسي في كل عام دراسي، بحيث تكون تلك الحلول تحمل في خفاياها معاني
التميز والجدة والابتكار.
من هو المشرف التربوي الفعال ؟ :
المشرف التربوي الفعال
هو ذلك القائد التربوي الذي يستطيع بحنكته الإدارية والتربوية أن يوظف
المعلمين ومديري المدارس والطلاب والآباء بل والمجتمع لتحقيق ما تصبو إليه
العملية التعليمية التربوية.
كتاب الإشراف التربوي المعاصر
لـ/دكتور/ عماد محمد إبراهيم خليل.